قصة معبرة لحاتم الاصم


قصة الفتاة الوحيدة :

قصة قصيرة

في قديم الزمان كان ملك من الملوك يعيش مع زوجته الملكة في قصر جميل،وكان الملك والملكة في راحة وسعادة، وكل منهما يحب الآخر حبا كثيرا،ولكن لم يرزقا طفلا صغيرا يفرحان به، فكانا يدعوان الله ليلا ونهارا أن يرزقهما بمولود سعيد يسعدان به،ويربيانه أحسن تربية.

وبعد سنوات كثيرة استجاب الله دعاءهما، وولدت لهما أميرة صغيرة جميلة،ففرح الملك والملكة بها كثيرا، وأمر الملك بتوزيع كثير من الصدقات على الفقراء والمساكين، وعمل فرحا كبيرا لها في اليوم السابع من ولادتها،يدعو فيه الأمراء والوزراء،والأقارب والأصدقاء،ولم يكتفي بدعوة أهله وأصحابه،بل دعا الحوريات لتهدي كل حورية إلى الأميرة أثمن الهدايا وأجملها،وتدعو لها دعوة صالحة.

دعا الملك اثنى عشرة حورية،ولم يستطع أن يدعو الحورية الثالثة عشر لأنه لم يكن عنده إلا اثنا عشر طبقا من الذهب لتأكل فيه الحوريات،فغضبت الحورية التي تركت من غير دعوة غضبا شديدا،وهي الحورية الثالثة عشر.

وحينما انتهى الاحتفال وضع الأقارب والأصدقاء هداياهم للأميرة الصغيرة على مائدة،وكان من الهدايا ملاعق من الفضة وخواتم من الذهب،وعقود من الماس،وملابس من الحرير.

وقفت الحوريات الاثنتا عشر في دائرة حول سرير الأميرة الصغيرة،لتتمنى كل حورية شيئ جميلا للأميرة.
فتمنت الحورية الأولى :أن تكون أميرة صادقة.
وتمنت الثانية :أن تكون كريمة.
وتمنت الثالثة :أن تكون جميلة، وأخذت كل حورية تتمنى لها شيئا جميلا.

وقبل الانتهاء من الدعوات الصالحات فتح باب القصر فجأة،ودخلت الحورية الثالثة عشر من غير دعوة،وقد ظهرت في شكل امرأة عجوز تلبس ملابس حمراء طويلة، وتقدمت نحو سرير الأميرة الصغيرة، وتمنت بصوت مزعج وقالت :في اليوم الذي تبلغ فيه الأميرة من العمر عشر سنوات ستخز إصبعها بالإبرة،وتموت في الحال.

فانزعج جميع الحاضرين لذلك الدعاء الغريب الذي دعته تلك الحورية الشرير، ولكن الحورية الثالثة عشرة التي لم يأت دورها للدعاء اقتربت من الأميرة الصغيرة،وقالت بصوت رقيق :إن الأميرة لن تموت،وهذا رجائي لها، ولكنها ستنام مائة سنة نوما عميقا، وسينام معها كل من في القصر، ثم تستيقظ الأميرة بعد ذلك، ويستيقظ من نام معها، وتعوذ الحياة إلى الجميع.

كبرت الأميرة الصغيرة،وتحقق دعاء الحوريات فكانت الأميرة جميلة، صادقة، كريمة، فائقة في الجمال....
ثم أمر الملك بإبادة كل الإبر التي في المملكة فأبيدة، وبمرور الزمن نسي الجميع دعوة الحورية الشريرة، ولكن في اليوم الذي بلغت فيه الأميرة من العمر عشر سنوات أخذت تمشي في حديقة القصر حتى وصلت إلى حصن مرتفع لم تره من قبل، فصعدت في السلم، ودخلت حجرة صغيرة من باب مغلق، وفيه مفتاح، فأدارت المفتاح، ففتح الباب، ثم نظرت فوجدت بالحجرة امرأة عجوزا جالسة تغزل كتانا فحيتها الأميرة، وقالت لها  :صباح الخير !ماذا تفعلين أيتها السيدة؟
فأجابت العجوز : إني أغزل كتانا. فطلبت الأميرة منها أن تسمح لها بإدارة المغزل، وقالت لها : إن هذا اليوم عيد ميلادي كما تعرفين، فيجب عليك ألا ترفضي لي طلبا، فهل يمكنني أن أدير هذا المغزل؟.
سمحت لها العجوز، وأجابت رغبتها، وتناولت الأميرة المغزل منها، وأحدت تغزل، وبعد قليل جرح إصبع الأميرة بالإبرة، وتحققت رغبة الحورية الشريرة.

فوقعت الأميرة على الأرض، وأغمضت عينيها، ونامت نوما عميقا، ونام الملك والملكة في حجرة العرش، ونام الخدم والوصيفات، ونامت الخيول في الإصطبل، ونامت الطيور، وانطفأت النار، وهدأت الرياح، وسكنت الأوراق على الأشجار.
نام الجميع سنوات في ذلك القصر حتى أصبح الأطفال في المملكة شيوخا كبار السن، ولم يتذكر أحد شيئا عن الأميرة النائمة المسحورة سوى الأجداد من الشيوخ كبار السن.

وفي صباح يوم من الأيام قدم أمير من الأمراء، فأخبره جده الهرم الكبير في السن قصة الأميرة النائمة المسحورة، والقصر المسحور، الذي نام كل من فيه حتى الحيوان والطير.

فأخذ هذا الأمير يبحث عن ذلك القصر، وقد حدث أن اليوم الذي بدأ فيه الأمير البحث كان آخر يوم من مائة سنة التي حكم فيها على جميع سكان القصر بالنوم العميق.

أخذ الأمير يبحث عن ذلك القصر بحثا دقيقا حتى وجده، فلما وصل إليه انفتح الباب على مصراعيه، فوجد كل شيئ به ساكنا.ووجد الكلاب الحارسة للقصر قد نامت، وغطت، رؤوسها النباتات والأعشاب، ورأى الحمام نائما في أبراجه.

دخل الأمير القصر بهدوء، ومشى حتى وصل إلى المطبخ، فرأى الطباخ نائما وفي يده لحم يريد أن يشويه قد فسد، واستمر ينتقل في جهات القصر من جهة إلى أخرى، حتى وصل إلى الحصن الذي كانت به الأميرة غارقة في نومها، فوجدها على أريكة وقد طال شعرها حتى غطى جسمها، كأنه معطف أصفر ذهبي اللون.

نادى الأمير الأميرة النائمة المسحورة، وهي البنت الوحيد لأبويها، ففتحت عينيها، وابتسمت، فأخذها الأمير من يدها وذهبا معا إلى حجرة العرش، فوجد الملك والملكة قد استيقظا من نومهما، وأخدا يمسحان عيونهما وعادت الحياة إلى كل من كان من سكان القصر، وأخذت الكلاب تنبح، والطيور تطير، وتغرد هنا وهناك واتقدت النار كما كانت وتزوج الأمير بالأميرة، وأقيم لهما احتفال جميل، لم يحدث مثله منذ مائة سنة، وعاش الزوجان طول حياتهما عيشة سعيدة هانئة.

     { العبرة المستخلص من هذه القصة أنه إذا أراد الله شيئ فلا يمكن لأحد تغييره فرغم احتياطات الملك وذلك بأمر ابادت جميع الإبر إلا أنه وقع ما وقع أما العجوز ما هي إلا سبب فقط}

قصة حاتم الاصم :


قصة حاتم الأصم

  كان حاتم الأصم رجلا صالحا كثير العيال، لا يملك قوت يومه، فجلس في ليلة من الليالي مع أصحابه، يتحدث معهم، فتعرضوا لذكر الحج وفوائده، فدخل الشوق في قلبه، وذهب إلى أولاده، وجلس معهم يحدثهم ثم قال لهم :ماذا عليكم لو أذنتم لأبيكم أن يذهب إلى بيت ربه في هذا العام ليحج ويدعو لكم.

فقالت زوجته وأولاده : أنت على هذه الحال لا تملك شيئا، ونحن على ما ترى من الفقر والحاجة، فكيف تريد ذلك؟
وكانت له ابنة صغيرة، فقالت : ماذا عليكم لو أذنتم له ولا يهمكم ذلك؟ دعوه يذهب إلى الحج، فإنه مرزوق، والله هو الرازق.
فقالوا : صدقت والله هذه الصغيرة، سافر يا أبنا حيث أحببت.

فقام من ساعته وذهب إلى الحج، وخرج مسافرا، ولما علم الأصحاب والجيران تأسفوا غاية الأسف، وسارو يلومون أبناءه الذين سمحوا له بالسفر، ما جعل أولاده يلومون الفتاة الصغيرة، ويقولون لها : لو سكت ما تكلمنا فرفعت الصغيرة عينيها إلى السماء ودعت الله ألا يخيبها وأن يرزقهم فهو خير الرازقين.

وبينما هم على هذه الحال إذ خرج أمير البلدة في صيد، فانقطع عن حرسه و قافلته، فأصابه عطش شديد، فمر ببيت الرجل الصالح حاتم الأصم، وقرع الباب، فقالوا : من أنت ؟
قال : الأمير ببابكم يطلب ماء لأروي عطشي.
فرفعت زوجة الأصم رأسها إلى السماء وحمدت الله كثيرا على رحمته، وقالت : البارحة بتنا جياعا، واليوم يقف الأمير على بابنا، ويطلب منا ماء ليشرب، ثم أخذت كوبا جديدا وملأته وقالت للأمير اعذرونا.
فأخذ الأمير الكوب، وشرب منه، فاستطاب الشرب من ذلك الماء وقال : هل هذه الدار لأمير؟.
فقالو : لا والله، بل لعبد من عباد الله الصالحين، يعرف بحاتم الأصم.
فقال :الأمير لقد سمعت به.

فقال الوزير : يا سيدي، لقد سمعت أنه البارحة ذهب إلى الحج، وسافر، ولم يترك لعياله شيئا، وأخبرت أنهم البارحة باتوا جياعا.
فقال الأمير : ونحن أيضا قد ثقلنا عليهم اليوم، وليس من المروءة أن يثقل مثلنا على مثلهم، ثم حل الأمير بمعطفه، ورمى بها في الدار، ثم قال لأصحابه : من أحبني فليلقي بمعطفه، فحل جميع أصحابه معاطفهم، ثم انصرفوا.
فقال الوزير : السلام عليكم يا أهل البيت ،لآتينكم الساعة بثمن هذه المعاطف؟ فدفع ثمن المعاطف مالا كثيرا، واستردها منهم، فلما رأت الصبية الصغيرة ذلك بكت بكاء شديدا.

فقالو لها : ما هذا البكاء؟ إن من الواجب أن تفرحي، فإن الله قد وسع علينا.
فقالت : يا أمي، والله إنما بكائي لأني أسأل : كيف بتنا البارحة جياعا؟ فنظر إلينا مخلوق نظرة واحدة، فأغنان بعد فقرنا، فالكريم الخالق إذا نظر إلينا لا يتركنا إلى أحد طرفة عين. اللهم أنظر إلى أبينا، ودبر أمره أحسن التدبير، هذا ما كان من أمرهم.
أما ما كان من أمر أبيهم فإنه لما خرج في سفره إلى الحج، ولحق بالقوم، مرض أمير الركب، فطلبوا له طبيبا، فلم يجدوا، فقال : الأمير هل من عبد صالح؟

فدل على حاتم الأصم، فلما دخل عليه بكلمة دعا له، فعوفي الأمير في الحال، فأمر له بما يركبه، وما يأكله وما يشربه، فنام تلك الليلة وهو يفكر في حال أولاده، فقيل له في منامه : يا حاتم، من أصلح معاملة غيره أصلحنا معاملة أهله، وفي الصباح وصله من صديق أن عائلته بخير، فأكثر من الدعاء وشكر الله، فلما عاد من الحج لقيه أولاده،فعانق الصبية الصغيرة وبكى، ثم قال : صغار قوم كبار قوم آخرين، إن الله لا ينظر إلى أكبركم، ولكن ينظر إلى أكثركم دعاء وثقة بالله، فعليكم بالإتكال عليه فإن من توكل على الله قضي أمره.

     {من هذه القصة يظهر لنا بأنه إذا عزمنا على شيئ فما عليا سوى التوكل على الله بغض النظر عن عمرنا.......،وإذا عزمت فتوكل على الله}

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية التراث المغربي

قصة مثيرة من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم