قصص من الحياة


الحيل الأربعة


كان يامكان هناك ،رجل محتال وزوجته طردا من مختلف المدن التي سبقا أن أقاما فيها بسبب حيلهما التي تقع بسكان هذه المدن.

في يومن من الأيام بينما المحتال وزوجته مارين في رحلة بحثهما عن فريسة جديدة إذ رآا من أعلى الجبل مدينة جميلة أعجبتهما فقررا المكوث بها باعتبارهما غرباء ليمارسا فيها أعمال النصب والاحتيال على أهلها.

في اليوم الأول اشترى المحتال حمارا وملأ فمه بحملات الذهب رغما عنه حيث أخده إلى حيث تزدحم الأقدام في السوق،فلما ولما وصل بدأ ينهق فتساقطت النقود من فمه.

فتجمع الناس حول المحتال الذي أخبرهم أن الحمار كلما نهق تساقطت النقود من فمه وبدون تفكيربدأت المفاوضات حول بيع الحمار الذي اشتراه كبير التجار بمبلغ كبير.

أخذ التاجر الحمار وانتظر ساعات لسقوط نقود ذهبية لكنه اكتشف بعد ساعات أنه وقع ضحية نصب غبية فانطلق فورا إلى بيت المحتال وطرق الباب هو وأصحابه فردة زوجة المحتال أنه غير موجود لكنها سترسل الكلب وسوف يحضره فورا.

عرف التجار أنهم تعرضوا للنصب لمرة أخرى فانطلقو إلى بيت المحتال ودخلوا عنوة،فقال الرجل لزوجته :لماذا لم تقومي بواجبات الضيافة لهؤلاء الأكارم؟
فقالت الزوجة بعصبية :إنهم ضيوفك فقم بواجبهم أنت.

فتظاهر الرجل بالغضب الشديد وأخرج من جيبه سكينا وطعنها في صدرها،صار الرجال يلومونه على هذا التهور،فقال لهم لا تقلقو فقد قتلتها أكثر من مرة وأستطيع إعادتها للحياة ،وفورا أخرج مزمارا من جيبه وبدا يعزف فقامت الزوجة على الفور وهي أكثر حيوية ونشاطا وانطلقت لتصنع القهوة للرجال المندهشين.

نسي الرجال لماذا جاؤوا وبدأوا يفاوضونه على المزمار حتى اشتروه بمبلغ كبير،وعاد الذي فاز وطعن زوجته بسكين ولما وقعت الواقعة وماتت الزوجة صار يعزف فوقها ساعات فلم تصحو وفي الصباح سأله التجار عما حصل معه فخاف أن يقول لهم إنه قتل زوجته فادعى أن المزمار يعمل وأنه تمكن من إعادة إحياء زوجته فاستعاره التجار 
منه....وقتل كل منهم زوجته.

طفح الكيل مع التجار فذهبوا إلى بيت المحتال ووضعوه في كيس وأخذوه ليلقوه في البحر وساروا حتى تعبوا فجلسوا للراحة فناموا.

صار المحتال يصرخ من داخل الكيس فجاءه راعي غنم كان في جانبه فسأله عن سبب وجوده داخل الكيس، وهؤلاء نيام فقال له بأنهم يريدون تزويجه من بنت كبير التجار في المدينة لكنه يعشق ابنة عمه ولا يريد بنت الرجل الثري.

عرض المحتال على الراعي الحلول مكانه ليصبح زوج بنت كبير التجار فوافق الراعي على الدخول إلى الكيس طمعا بالزواج من ابنة تاجر التجار الثري، فدخل مكانه بينما أخذ
المحتال أغنام الراعي و عاد إلى المدينة. 

عندما أفاق التجار ذهبوا وألقوا الكيس بالبحر و عادوا للمدينة مرتاحين لكنهم وجدوا المحتال أمامهم و معه ثلاثمائة رأس من الغنم. 

فسألوه فأخبرهم بأنهم لما رموه بالبحر خرجت حورية و تلقته وأعطته ذهبا و غنما وأوصلته إلى الشاطئ و قال لهم بأن أختها الأكثر ثراء كانت ستنقذه و تعطيه ضعفي ما أعطته  أختها الأخرى و أخبرته بأنها كريمة مع الجميع و خصوصا من يلقي بنفسه من التل المطل على البحر.

كان المحتال يروي لأهل المدينة حيلته الرابعة فانطلقوا إلى التل المطل على البحر من أجل إلقاء بأنفسهم في البحر و صارت المدينة بأكملها ملكا للمحتال و زوجته.  


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حكاية التراث المغربي

قصة مثيرة من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم

قصة معبرة لحاتم الاصم